في عالمٍ باتت فيه الشهرة متاحة بضغطة زر، وتُمنَح أحيانًا لغير مستحقيها، يبرز من بين الصفوف شابٌ أثبت أن الشهرة الحقيقية لا تُقاس بعدد المتابعين فقط، بل بما يُقدمه الإنسان من أثرٍ طيب، وخدمةٍ صادقة للمجتمع. الحديث هنا عن البلوجر ياسر الريفي، الشهير بلقب تايسون الريفي، الذي أصبح أيقونة محبة وتأثير في السوشيال ميديا المصرية والعربية.
من دسوق إلى قلوب الملايين
بدأ ياسر الريفي رحلته من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وامتد صدى نجاحه إلى الإسكندرية، ثم القاهرة، ومنها إلى قلوب المتابعين في كل أرجاء الوطن العربي. استطاع، خلال فترة قصيرة، أن يجمع أكثر من مليون متابع عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، ما بين فيسبوك، يوتيوب، تيك توك، وإنستغرام.
لكن ما يميزه عن غيره من المؤثرين، أنه لم يكتفِ بتقديم محتوى ترفيهي أو تسويقي تقليدي، بل استغل شعبيته في دعم ومساندة الآخرين، وتقديم يد العون لمن لا صوت لهم في هذا العالم الرقمي الصاخب.
داعم حقيقي للمشروعات الصغيرة
من أبرز المبادرات التي أطلقها تايسون الريفي كانت سلسلة مخصصة لدعم المشاريع الصغيرة. لم تكن مجرد إعلانات مدفوعة، بل كانت قناعة منه بأن هناك من يستحق أن يُرى ويُسمع.
سلّط الضوء على نماذج بسيطة لكن ملهمة، مثل سيدة تبيع الفريسكا في الشارع، وفتاة صغيرة تبيع ألعاب أطفال، ونساء يعملن من منازلهن لإعالة أسرهن. بفضل دعمه، انتشرت قصصهن، وتفاعل الناس معها، وتحول البعض من نكرة إلى نجم في عالم البيع الإلكتروني، فقط لأن "جابر الخواطر" قرر أن يشارك قصتهم.
"خير جنود الأرض": الإنسانية تتكلم
لم يتوقف ياسر الريفي عند حدود دعم البسطاء ماديًا، بل انتقل إلى مستوى أرقى من العمل الإنساني، بتأسيسه سلسلة خير جنود الأرض، وهي مبادرة لدعم الأطفال المصابين بمرض ضمور العضلات الشوكي. هذا المرض النادر يتطلب علاجًا تتخطى تكلفته الملايين، ورغم صعوبة المهمة، استطاع ياسر، من خلال منصاته، أن يحرك قلوب الناس، ويساعد في جمع التبرعات، ويُعيد الأمل لعائلات كانت على وشك الاستسلام.
جمهور لقّبه بـ"جابر الخواطر"
في زمن قلّت فيه النماذج الصادقة، أصبح تايسون الريفي رمزًا للخير، وأُطلق عليه لقب "جابر الخواطر"، لأنه لم يترك إنسانًا بسيطًا مدّ له يده إلا واستجاب له، ولم ير قصة تستحق الدعم إلا وكان أول من يسلط الضوء عليها.
صوت من لا صوت لهم
ما يفعله ياسر الريفي ليس فقط دعمًا ماديًا، بل هو إعادة اعتبار لقيمة الإنسان في هذا العصر، وصوت ينطق نيابةً عن المهمشين، وكأن شهرته رسالة، لا هدفًا. استخدم السوشيال ميديا كمنصة للخير، لا للجدل، وكوسيلة للتغيير، لا للعرض الزائف.
خاتمة: عندما تُعطى الشهرة لمن يستحق
يقول الناس إن الشهرة تختبر الإنسان، إما أن تكشفه… أو تكبره. وفي حالة ياسر الريفي، الشهير بـ"تايسون الريفي"، كانت الشهرة وسيلة ليرتقي أكثر، ويقترب من الناس، لا ليبتعد عنهم.
هكذا يجب أن يكون المشاهير، وهكذا يجب أن تُدار الشهرة: بعقل، وبقلب… وبنية صافية.